من المرجح أن اسم فلسطين مشتق من اللفظ بلست وهم من شعوب البحر التي دخلت فلسطين من جزيرة كريت في الألف الثاني قبل الميلاد حيث أقاموا فيها ممالكهم وامتزجوا بالسكان الأصليين، أي الكنعانيين، وهكذا أعطوا البلاد اسمهم بعد أن كانت تعرف باسم ارض كنعان
وكما يقول المؤرخون فان الكنعانيون هم من الشعوب والقبائل السامية العربية التي دخلت فلسطين من شبه الجزيرة العربية في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.وقد عرفت فلسطين منذ القدم باسم ارض كنعان نسبة إلى هؤلاء الكنعانيين وقد ورد ذلك في الوثائق العراقية والسورية والمصرية القديمة بصيغة كناخني أو كنياخي كما ورد في التوراة أيضا ( pelest)
أما الاسم فلسطين فقد عرف منذ أقدم الأزمنة، فقد ذكر في الوثائق المصرية القديمة بصيغة بلست وفي المصادر الآشورية بصيغة فلستيا أو فلستو ( بلستو ) ، وفي التوراة بصيغة إيريتس بلشيتم أي أرض الفلسطيين ، وبلفظه الحالي عن المؤرخ اليوناني هيرودوتس أبو التاريخ . وكما يعتقد يقول المؤرخون فإن الفلسطينين الحاليين ينتمون إلى الشعوب والقبائل الكنعانية العربية، السكان الأصليين لفلسطين
الموقع
تعتبر فلسطين جزء من بلاد الشام أو سوريا الطبيعية والتي تضم بالإضافة إلى فلسطين كل من سوريا ولبنان والأردن. تقع فلسطين في وسط الشرق الأوسط، عند الطرف الجنوبي الغربي من قارة آسيا ، على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. يحدها لبنان شمالاً ، وسوريا والأردن شرقًا ، والبحر الأبيض المتوسط ومصر غربًا ، والبحر الأحمر جنوبًا ، وتبلغ مساحتها 27027 كلم2
وتحتل فلسطين موقعًا استراتيجيًا فريدًا ، فهي عدا عن كونها قلب الوطن العربي وصلة الوصل بين جزأيه الآسيوي والإفريقي ، تشكل أيضًا عقدة التقاء القارتين الآسيوية والإفريقية ، وممرًا عالميًا بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا ، وصلة وصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. وتمتاز فلسطين أيضًا بمكانتها المقدسة في نظر الأديان السماوية وتشتهر بمدنها المقدسة وخاصة القدس والخليل وبيت لحم والناصرة
ونظرًا لموقعها الإستراتيجي هذا ولمكانتها الدينية في نظر الأديان السماوية شكلت فلسطين ملتقى لطرق برية وبحرية منذ أقدم العصور وأدت دورًا مهمًا في التجارة الدولية والتبادل الحضاري بين الأمم
عصور ما قبل التاريخ
يعتبر سكان فلسطين من صنع تاريخ طويل يمتد لعشرات الآلاف من السنين.وقد أقام الإنسان لقديم في فلسطين منذ اقدم العصور والتي يقسمها العلماءكما يلي
العصر الحجري القديم(الباليول يت):ويمتد من 1000000سنة ق.م حتى10000 سنة ق.م. عثر على مواقع إقامة الإنسان الأكثر قدما في فلسطين في موقع العبيدية إلى الجنوب الغربي من بحيرة طبريا,ويعتبر هذا الموقع من اقدم ما عرفه علم الآثار حتى الآن من المخلفات البشرية في العالم حيث يعود تاريخ تلك المخلفات إلى نحو مليون عام.بالإضافة إلى هذا الموقع هناك العديد من المواقع الأخرى التي يعود تاريخها لهذا العصر ونذكر منها على سبيل المثال مغارة الطابون في جبال الكرمل حيث عثر على هياكل عظمية متحجرة لما يطلق عليه العلماء علميا اسم الإنسان القديم الفلسطيني Palaeo anthropus Palaestiniensis .
:العصر الحجري الوسيط والحديث الميزوليت و النيوليت
من10000سنة ق.م حتى 5000 سنة ق.م. في هذا العصر هجر الإنسان القديم الفلسطيني المغاور والكهوف وانتقل الى السهول والوديان حيث أقام القرى وسكن فيها.وقد تميز هذا العصر بالانتقال إلى الزراعة وتدجين الحيوانات وصناعة الأدوات الزراعية.ويعتقد المؤرخون أن فلسطين كانت مهد الزراعة الأولى ومنها انتقلت الزراعة إلى بقية مناطق العالم. ولذلك فقد أطلق المؤرخون على هذه الحضارة الزراعية البدائية اسم الحضارة النطوفية نسبة إلى وادي النطوف غربي القدس حيث كان موطنها الأصلي. وهناك الكثير من المواقع في فلسطين التي يرجع تاريخها إلى الحضارة النطوفية ونذكر منها جبال القدس والمنطقة الواقعة غربي بحيرة الحولة ولكن أهمها هي مدينة أريحا في جوار البحر الميت والتي يعود تاريخها إلى ما قبل الألف السابع ق.م، وهذه المدينة المسورة سبقت بآلاف السنين أي استيطان مديني معروف حتى الآن وحتى قبل الأهرامات المصرية . ولذلك فقد اعتبر المؤرخون مدينة أريحا أقدم مدينة في التاريخ .
: العصر الحجري النحاسي الكالكوليت
ويمتد من 5000 سنة ق.م. حتى 3000 سنة ق.م في هذا العصر بدأ الإنسان القديم الفلسطيني بصناعة الفخار وباستخدام الأدوات الصوانية والنحاسية . وفي فلسطين الكثير من المواقع التي تدل على هذا العصر ونذكر منها المنطقة الواقعة شرقي البحر الميت والمنطقة والواقعة بجوار نابلس ، ومجدّو ، وبيسان ومنطقة بئر السبع حيث عثُر على عدد كبير من الدمى والتماثيل المصنوعة من العاج وعلى عدد كبير من الحلى النحاسية
عصور ما قبل الاسلام
الكنعانيون
وهم اكبر الموجات التي خرجت من شبه الجزيرة العربية و كانت هجرتهم ق. م ب 3 - 4 آلاف سنة و هم في الأصل عرب و قد استقر الكنعانيون في فلسطين و سيطروا عليها سيطرة تامة حتى أنها عرفت باسمهم "أرض كنعانس" , اشتغل الكنعانيون بالصناعة و الزراعة و التجارة و بنوا مدناً عديدة مثل القدس ، أريحا ، عكا ، عسقلان ، غزة .. و لقد كشف العلماء عن مظاهر الحضارة الكنعانية مثل استعمال البرونز ، بناء الأسوار ، حفر الأنفاق ، الأقمشة
العبرانيون
بين سنتي 1400-1200 قزم دخلت فلسطين جماعات قبلية أطلق عليها الباحثون اسم " العبرانيون" , و كان ذلك بعد ستة قرون من دخول الكنعانيين إليها ، دخل العبرانيون دور التنظيم لما تولى داود الحكم ( 1016 ق.م- 976 ق.م) ثم ابنه سليمان (976- 936ق.م)، قام الأول بفتح القدس و اتخذها عاصمة لملكه و بنى فيها الهيكل على طراز كنعاني ، أما سليمان فقد اهتم بالصناعة و التجارة
لم تعمر مملكة داود و سليمان سوى ثمانين عاماً، بعد ذلك انقسمت إلى دويلتين و الجدير بالذكر أن العبرانيون لم يختلطوا بالسكان الأصليين
الفلسطينيون
في عام 1184 ق.م دخل الفلسطينيون من كريت و جزر بحر إيجه إلى فلسطين و كان الاسم الأصلي لقبائلهم يعرف باسم "يلست" "pelest" و أول من أطلق عليهم هذا الاسم هو " هيرودوت" ، و قد أعطوا البلاد اسمهم، فعرفت حتى يومنا باسم "فلسطين". أما القسم الذي استولوا عليه فيمتد من غزة جنوباً إلى ما بعد حبال الكرمل شمالاً.. و قد ازدهرت مدناً عديدة في عهدهم و امتزج بعضهم بالسكان الأصليين للبلاد - الكنعانيين- و اخذوا عنهم كل شيء حتى لغتهم.. الفرس: في عام 732 ق.م دخلت فلسطين تحت الحكم الآشوري و بعد عشر سنوات زالت مملكة إسرائيل ... في عام 586 ق.م انتصر البابليون بقيادة " نبوخد نصر " و رحل سكان مملكة " يهودا " إلى بابل ، و دمر "نبوخد نصر" الهيكل ، عام 539 ق.م هزم الفرس البابليين و استولوا على فلسطين و سمح " قورش الفارسي" لمن أراد من اليهود بالعودة إلى " أورشليم" و إعادة بناء الهيكل فيها فعادت جماعة منهم من جديد و لكن الكثيرين أثروا البقاء في بابل ... اليونان: في عام 333 ق.م احتل الإسكندر الأكبر القدس و خضعت له فلسطين بعد أن تمكن من هزيمة الفرس ، و لكن بعد عشر سنوات من حكمه مات الاسكندر و انقسمت مملكته، و وقعت فلسطين تحت حكم السلوقيين و البطالمة، و قد دمر الهيكل أثناء حكم السلوقيين
الرومان
في عام 63 ق.م احتل الرومان فلسطين و القدس ،، و في عام 135 م حرق الإمبراطور الروماني هدريان مكان الهيكل ..و حول أورشليم إلى مستعمرة رومانية و سماها "ايلياء" بدأ اليهود يهاجرون خارج القدس و فلسطين و معنى هذا أنهم تشتتوا خارج فلسطين
و في أيام أغسطوس الروماني و لد السيد المسيح عليه السلام في بيت لحم ، ثم انتقل مع والدته إلى الناصرة و شهدت قرى الجليل معجزاته ..انقسمت الإمبراطورية إلى قسمين شرقية و غربية أطلق على القسم الشرقي منها بيزنطية ، و كانت فلسطين من ولايات الإمبراطورية الشرقية و ظلت فلسطين تحت حكم البيزنطيين حتى فتحها المسلمون عام 633 م
العصر العربي الإسلامي
: الفتح العربي الإسلامي
تم فتح فلسطين في نفس الفترة التي فتحت فيها بلاد الشام ، ولكن على مراحل فقد تم فتح جنوب فلسطين أولآعام 634 م 00أما مدينة القدس فقد اشترط بطريركها صفورنيوس أن يستلمها الخليفة نفسه وهكذا كان حيث دخل الخليفة عمربن الخطاب مدينة القدس 637م
:العصر الأموي
في العهد الأموي بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الأقصى … وبني في أيام الأمويين أيضاَ مدينة الرملة … ونظرَا لقرب عاصمة الخلافة الأموية من فلسطين فقد تم الإهتمام والاعتناء بها بشكل ملحوظ
:العصر العباسي
رغم ابتعاد مركز الخلافة عن فلسطين إلا أن ذلك لم يثنهم عن الإعتناء وبالأرض المقدسة فلسطين ، حيث زارها الخليفة المنصور وابنه المهدي ، واهتم الرشيد بفلسطين وخاصة القدس ولكن منذ منتصف القرن العاشر أصاب الخلافة العباسية ضعف، فقام السلاجقة الأتراك بتسيير أمور الخلافة ثم تبعهم الفاطميون فانتزعوا حكم فلسطين من السلاجقة أما اليهود الذين كانوا في فلسطين في تلك الفترة فقد صان المسلمون حقوقهم
الحملة الصليبية )
في عام 1096 دعا البابا أوربان الثاني إلى ضرورة القيام بحملة صليبية إلى الشرق إحتل الصليبيون مدناَ مختلفة في فلسطين وفي بلاد الشام وفي 15 تموز 1099 م سقطت مدينة القدس وارتكب الصليبيون مجزرة بحيث قتلوا النساء والأطفال والشيوخ … استطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحرر مدينة القدس بعد معركة حطين في عام 1187 … أما جلاء الصليبيين نهائياَ عن البلاد فقد تم عام 1291وكان آخر مدينة حررت من الصليبيين هي عكا
:عصر الخلافة العثمانية
في عام 1516فتح السلطان سليم الأول بلاد الشام ودخلت بذلك فلسطين كغيرها من بلاد الشام تحت الحكم العثماني فأولوها اهتمامهم واحتفظوا بها أمام المطامع الصهيونية والإستعمارية وخير شاهد على ذلك هو السلطان عبد الحميد الثاني الذي رفض رفضَا قاطعاَ تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين
… بعد الحرب العالمية الأولى وقعت فلسطين تحت الإحتلال البريطاني
*************** *************** **
رابعا
خلال القرن التاسع عشر
:حملة نابليون بونابرت
في اطار الصراع بين فرنسا وبريطانيا, قامت فرنسا بقيادة نابليون بونابرت بحملة على مصر وفلسطين في عام 1897
فاحتل العديد من المدن الفلسطينيةولقد ارتكب نابليون مجزرة في حيث قتل فيها اكثر من 12000اسير عربي اصيب جيش نابليون بداء الطاعون ز ورغم ذلك توجه نابليون بجيوشه نحو عكا التي حاصرها حصارا لكن عكا صمدت صمودا قويا و أصبح يضرب بأسوارها مثل المناعة و بأهلها مثل الشجاعة , استمرت هذه الحملة الفاشلة لمدة ثلاثة أشهر فقط
:حملة محمد علي باشا
بعد حملة نابليون , عادت فلسطين الى حكم الدولة العثمانية ... وخلال القرن 19 شهدت فلسطين تطورات مهمة ومنها حملة محمد علي باشا الى فلسطين 1831وقامت في فلسطين ثورات كثيرة ضد نظام ابراهيم باشا بسبب نظام الضرائب والتجنيد الالزامي , غير أن هذه الثورات لم تنجح وفي عام 1840 عقد مؤتمر في لندن اقر انسحاب محمد من بلاد الشام ومصر .. ثم عادت فلسطين الى احضان الخلافة العثمانية
:الهجرات اليهودية الى فلسطين
يبدو ان اول من طرح _في العصر الحديث_فكرة توطين اليهةد في فلسطين هو نابليون بونابرت اثناء قيادته للحملة على بلاد الشام 1799 , حيث وجه نابليون نداءً الى يهود اسيا وافريقيا كلهم يحثهم فيها على السيروراء القيادة الفرنسية حتى تتسنى استعادة العظمة الاصلية ليت المقدس . ووعد بأنه سيعيد اليهود الى الارض المقدسة ان ساعدوه في انجاز مهمته و أما بريطانيا فما لبثت تعمل جاهدة لتوطين اليهود في فلسطين ففي سنة 1840 بث وزير خارجيتها اللورد بالمرستون رسالة الى سفير بريطانيا في اسطنبول يقول فيها انه اذا عاد افرادالشعب اليهودي الى فلسطين . فان ذلك سيخولنا استخدام اليهود كمخلب قط ضد العرب
اما بالنسبه لدعوات اليهود فكانت كثيرة منها دعوة اليهود القلعي (1798-1878) دعا الى اقامة مستعمرات يهودية في فلسطينثم اصدر الحاخام البولوني تسفي كالبشر كتابه "دعوة صهيون" دعا فيه الاغنياء من اليهود الى انشاء مستعمرات يهودية في فلسطين
وفي عام 1884 عقد اجتماعاًبالماني ا حث فيه ارباب المال اليهود لدعم عملية الاستيطان في فلسطين.. وكان من نتيجة ذلك ان انشأت المستعمرات الزراعيه اليهودية بدعم من الثري اليهودي الفرنسي ادموند دي روتشيلد
و كان أن تأسسات جمعية يودية في روسيا عرفت هذة الجمعية بإسم أحباء صهيون
دعت هذة الجمعية اليهود الى الهجرة الى أرض فلسطين أرض الميعاد
في مدينة بازل في سويسرا وفي عام 1897 عقد اول مؤتمر للصهيونية وأكد المؤتمر ان غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين وتشجيع الهجرات اليهوديةالى فلسطين