السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
احبائي، هذا سؤال اظنه هاما:
بماذا نجيب من يقول ان الاسلام بمجيئه اضعف الشعر بل كاد يفنيه وان الاسلام والشعر لا يجتمعان وان شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه قد ضعف بعد الاسلام عما قبله ،وما هو سر قلة الاعمال الشعرية في صدر الاسلام
/،وانا اسال :ما هو موقف القران والرسول والسنة من الشعر بشكل عام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارجو اجابتي ،ولكم حبي وتقديري .
سأنقل إليكم ما وجدته عن هذا الموضوع . :
(( الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل لهومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد . . لقد اهتمت الدعوة الإسلامية منذ أيامها الأولى بالشعر والشعراء ، وأحـَّل الرسول صلى الله عليه وسلم الشعراء مكانا بارزا في الإعلام الإسلامي ، فأدى الشعراء الرسالة التي أنيطت بهم ، فتصدوا لشعراء المعسكرات المناوئة للدعوة آنذاك : المشركين واليهود والمنافقين ، فأبطلوا باطلهم وردوا افتراءاتهم ووفقوا في ذلك التوفيق كله ...
وكذلك استمر شعراء الإسلام على مر العصور دعاة هداة ، وجنودا حماة ، يرفعون صوتهم بالدعوة إلى الله ، ويرمون بشعرهم أعداء الإسلام فيدركون المقاصد ويصيبون من أعدائهم المقاتل .
لكنَّ آراء ألقيت هنا وهناك زعمت أن الإسلام وقف من الشعر موقف العداء . وذم الشعراء وألحقهم بالغواة والمنافقين واستشهدوا بالقرآن الكريم ، وأوردوا آيات منه قرءوها مجزَّأة مبتورة ليصلوا إلى تأييد رأيهم السقيم ، فقالوا بأن الله ذم الشعر والشعراء في قوله الكريم :
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ
ووقفوا في قراء اتهم واستشهادهم عند هذه الآيات ولم يتمموا القراءة لأنهم علموا أنها لا توافق ما ذهبوا إليه . .. والقرآن الكريم يقول بعد ذلك :
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
فالقران الكريم لم يذم الشعر بإطلاقه ولم يذم الشعراء بعامتهم ، فالذي فعله القران الكريم هو تقسيم الشعراء إلى فريقين : ( فريق مع الله إيمانا وطهرا وصدقا وتضحية ، وفريق مع الشيطان كفرا وفجوراً وزيفا وضياعا ) ، وميز في الشعر اتجاهين أحدهما يدعو إلى الشر وإلى إثارة النعرات ويشهر بالأعراض ويقتحم المنكرات والآخر يدعو إلى الخير وينشر السعادة وينتصر للمظلومين وينافح عن عقيدة الدين .
فالشعراء الإسلاميون هم الذين يحيون تحت مظلة الاستثناء القرآني الكريم :
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
والمتتبع لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر والشعراء سيجدها لا تخرج عن الأهداف والغايات التي دعت إليها الآيات الكريمة ، وكيف تخرج عنها والرسول عليه السلام إنما بعث بالقرآن . ولم تكن أحاديثه وأفعاله إلا مصدقة لكلام الله الكريم ومُفصلة لما أجمله كلام رب العالمين . .
لقد كان الرسول الكريم يقول عندما يستمع إلى رائع من الشعر أو النثر
" إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا "
وكان يقول لحسان بن ثابت شاعر الإسلام :
"نافح عنا ، وروح القدس يؤيدك " ، " أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس " ، " أهجهم وجبريل معك "
وقال لكعب بن مالك :
" أهجهم - أي الكفار- فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل "
وروي أنه عليه السلام كان يقول :
" ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم "
لقد وجه الرسول الكريم الشعراء الذين أسلموا وجهة جديدة ، وجعل للشعر وظيفة نبيلة هي المنافحة عن الحق والرد على أعدائه والوقوف في طريق أولئك الذين أطلقوا ألسنتهم افتراءً على الله ورسوله والمسلمين .
إذن فقد اهتم الإسلام بوظيفة الشعر ، واعتنى بتوجيه مضمونه ، فأراد بذلك أن يسمو بالشعر والشعراء وأن يجعلهم أداة بناء وإسعاد بعد أن كانوا من قبل أداة هدم وشقاء ، ولقد فهم الصحابة موقف الإسلام من الشعر كما علمهم القرآن ورسول الإسلام فكان منهم من قال الشعر وأجاد ، ومنهم بالإضافة إلى حسان أمير شعراء الإسلام كعب بن ملك وعبد الله بن رواحة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
ورويت أقوال عن كبار الصحابة تحث على تعلم الشعر والعمل بمضمونه ، نكتفي بإيراد قول عمر " احفظ محاسن الشعر يحسن أدبك ، فان محاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق وتنهى عن مساويها " فإن ما قدمناه من آيات المقرآن وأحاديث الرسول فيه أوفى بيان . لفد كان الرأي الذي اتهم الإسلام بعدائه للشعر والشعراء رأيا عارضا استمر مؤيدوه قلة منزوية إلى أن جاء العصر الحديث فتلقف أعداء الإسلام الكـُثر هذا الرأي فأبرزوه وألحوا على إبرازه بوسائل الإعلام المتعددة حتى خيل للكثيرين أن هذا الرأي صحيح لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولقد كان من أهدافهم من وراء مناصرة هذا الرأي ـ وقد أدركوا جيداً ما للشعر من تأثير على النفوس ـ أن يبعدوا الإسلام عن ميدان الشعر فتخلو الساحة لأعداء الإسلام والمنحرفين من أبنائه ينشرون زيفهم وضلالهم وافتراءاتهم ويزينون كل ذلك ويصرفون به أبناء المسلمين عن القيم الرفيعة والمبادئ القويمة والأخلاق المتينة والأهداف السامية فيبقى المسلمون أسرى الوهم الحضاري الغربي الصليبي والشرقي الشيوعي وتبقى بلادهم وخيراتهم طعمة سائغة لهم ينعمون بها ويلتذون باستغلالها ، والمسلمون من خيراتهم محرومون وفي بلادهم غرباء مظلومون . ولكن هذا الرأي وجد من يرد عليه ويفنده ، فكتب الأدباء المسلمون مقالات مطولات بينوا زيفه وضلاله ، ورد شعراء الإسلام المعاصرون ردا عمليا حين أخرجوا روائع الشعر الإسلامي الحديث متتبعين الأهداف الإسلامية التي وضعها الإسلام للشعر ))
المصدر (http://www.khayma.com/nuzhatalmutaqin/she3r/center.html)
دمتم بخير.
احبائي، هذا سؤال اظنه هاما:
بماذا نجيب من يقول ان الاسلام بمجيئه اضعف الشعر بل كاد يفنيه وان الاسلام والشعر لا يجتمعان وان شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه قد ضعف بعد الاسلام عما قبله ،وما هو سر قلة الاعمال الشعرية في صدر الاسلام
/،وانا اسال :ما هو موقف القران والرسول والسنة من الشعر بشكل عام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ارجو اجابتي ،ولكم حبي وتقديري .
سأنقل إليكم ما وجدته عن هذا الموضوع . :
(( الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل لهومن يضلل فلا هادي له ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد . . لقد اهتمت الدعوة الإسلامية منذ أيامها الأولى بالشعر والشعراء ، وأحـَّل الرسول صلى الله عليه وسلم الشعراء مكانا بارزا في الإعلام الإسلامي ، فأدى الشعراء الرسالة التي أنيطت بهم ، فتصدوا لشعراء المعسكرات المناوئة للدعوة آنذاك : المشركين واليهود والمنافقين ، فأبطلوا باطلهم وردوا افتراءاتهم ووفقوا في ذلك التوفيق كله ...
وكذلك استمر شعراء الإسلام على مر العصور دعاة هداة ، وجنودا حماة ، يرفعون صوتهم بالدعوة إلى الله ، ويرمون بشعرهم أعداء الإسلام فيدركون المقاصد ويصيبون من أعدائهم المقاتل .
لكنَّ آراء ألقيت هنا وهناك زعمت أن الإسلام وقف من الشعر موقف العداء . وذم الشعراء وألحقهم بالغواة والمنافقين واستشهدوا بالقرآن الكريم ، وأوردوا آيات منه قرءوها مجزَّأة مبتورة ليصلوا إلى تأييد رأيهم السقيم ، فقالوا بأن الله ذم الشعر والشعراء في قوله الكريم :
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَى أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ
ووقفوا في قراء اتهم واستشهادهم عند هذه الآيات ولم يتمموا القراءة لأنهم علموا أنها لا توافق ما ذهبوا إليه . .. والقرآن الكريم يقول بعد ذلك :
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
فالقران الكريم لم يذم الشعر بإطلاقه ولم يذم الشعراء بعامتهم ، فالذي فعله القران الكريم هو تقسيم الشعراء إلى فريقين : ( فريق مع الله إيمانا وطهرا وصدقا وتضحية ، وفريق مع الشيطان كفرا وفجوراً وزيفا وضياعا ) ، وميز في الشعر اتجاهين أحدهما يدعو إلى الشر وإلى إثارة النعرات ويشهر بالأعراض ويقتحم المنكرات والآخر يدعو إلى الخير وينشر السعادة وينتصر للمظلومين وينافح عن عقيدة الدين .
فالشعراء الإسلاميون هم الذين يحيون تحت مظلة الاستثناء القرآني الكريم :
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ
والمتتبع لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر والشعراء سيجدها لا تخرج عن الأهداف والغايات التي دعت إليها الآيات الكريمة ، وكيف تخرج عنها والرسول عليه السلام إنما بعث بالقرآن . ولم تكن أحاديثه وأفعاله إلا مصدقة لكلام الله الكريم ومُفصلة لما أجمله كلام رب العالمين . .
لقد كان الرسول الكريم يقول عندما يستمع إلى رائع من الشعر أو النثر
" إن من الشعر لحكمة ، وإن من البيان لسحرا "
وكان يقول لحسان بن ثابت شاعر الإسلام :
"نافح عنا ، وروح القدس يؤيدك " ، " أجب عني ، اللهم أيده بروح القدس " ، " أهجهم وجبريل معك "
وقال لكعب بن مالك :
" أهجهم - أي الكفار- فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل "
وروي أنه عليه السلام كان يقول :
" ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بسلاحهم أن ينصروه بألسنتهم "
لقد وجه الرسول الكريم الشعراء الذين أسلموا وجهة جديدة ، وجعل للشعر وظيفة نبيلة هي المنافحة عن الحق والرد على أعدائه والوقوف في طريق أولئك الذين أطلقوا ألسنتهم افتراءً على الله ورسوله والمسلمين .
إذن فقد اهتم الإسلام بوظيفة الشعر ، واعتنى بتوجيه مضمونه ، فأراد بذلك أن يسمو بالشعر والشعراء وأن يجعلهم أداة بناء وإسعاد بعد أن كانوا من قبل أداة هدم وشقاء ، ولقد فهم الصحابة موقف الإسلام من الشعر كما علمهم القرآن ورسول الإسلام فكان منهم من قال الشعر وأجاد ، ومنهم بالإضافة إلى حسان أمير شعراء الإسلام كعب بن ملك وعبد الله بن رواحة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
ورويت أقوال عن كبار الصحابة تحث على تعلم الشعر والعمل بمضمونه ، نكتفي بإيراد قول عمر " احفظ محاسن الشعر يحسن أدبك ، فان محاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق وتنهى عن مساويها " فإن ما قدمناه من آيات المقرآن وأحاديث الرسول فيه أوفى بيان . لفد كان الرأي الذي اتهم الإسلام بعدائه للشعر والشعراء رأيا عارضا استمر مؤيدوه قلة منزوية إلى أن جاء العصر الحديث فتلقف أعداء الإسلام الكـُثر هذا الرأي فأبرزوه وألحوا على إبرازه بوسائل الإعلام المتعددة حتى خيل للكثيرين أن هذا الرأي صحيح لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولقد كان من أهدافهم من وراء مناصرة هذا الرأي ـ وقد أدركوا جيداً ما للشعر من تأثير على النفوس ـ أن يبعدوا الإسلام عن ميدان الشعر فتخلو الساحة لأعداء الإسلام والمنحرفين من أبنائه ينشرون زيفهم وضلالهم وافتراءاتهم ويزينون كل ذلك ويصرفون به أبناء المسلمين عن القيم الرفيعة والمبادئ القويمة والأخلاق المتينة والأهداف السامية فيبقى المسلمون أسرى الوهم الحضاري الغربي الصليبي والشرقي الشيوعي وتبقى بلادهم وخيراتهم طعمة سائغة لهم ينعمون بها ويلتذون باستغلالها ، والمسلمون من خيراتهم محرومون وفي بلادهم غرباء مظلومون . ولكن هذا الرأي وجد من يرد عليه ويفنده ، فكتب الأدباء المسلمون مقالات مطولات بينوا زيفه وضلاله ، ورد شعراء الإسلام المعاصرون ردا عمليا حين أخرجوا روائع الشعر الإسلامي الحديث متتبعين الأهداف الإسلامية التي وضعها الإسلام للشعر ))
المصدر (http://www.khayma.com/nuzhatalmutaqin/she3r/center.html)
دمتم بخير.