ثورة 17 فبراير

االسلام عليكم ورحمة الله وباركته اخي الزائر اختي الزائرة بعد التسجيل يرجا الانتضار موافقة الادارة واي اسم غير لائق لاتتم الموافقه عليه واتمنا لكم الانسجام معانا فالممنتدى ولاي استفسار يمكن التواصل عن طريق الايميل alnaas2015@yahoo.com

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ثورة 17 فبراير

االسلام عليكم ورحمة الله وباركته اخي الزائر اختي الزائرة بعد التسجيل يرجا الانتضار موافقة الادارة واي اسم غير لائق لاتتم الموافقه عليه واتمنا لكم الانسجام معانا فالممنتدى ولاي استفسار يمكن التواصل عن طريق الايميل alnaas2015@yahoo.com

ثورة 17 فبراير

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ثورة 17 فبراير

ملتقى جميع ابناء ليبيا لتبادل الخبرآت والمواضيع المفيدة والضحك والفرشهـ


    كيفية تلاوة القرأن الكريم

    ولد_ليبيا
    ولد_ليبيا
    آلادآرة
    آلادآرة


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 05/11/2010
    العمر : 33

    كيفية تلاوة القرأن الكريم  Empty كيفية تلاوة القرأن الكريم

    مُساهمة من طرف ولد_ليبيا السبت نوفمبر 27, 2010 3:39 pm

    قال الله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (1) وقال في آية أخرى { وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً } (2) . لذلك يجب الاعتناء بكيفية التلاوة وأسلوبها تعظيما لكتاب الله تعالى : { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}(3).

    40- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    " إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك".

    رواه البزار بسند جيد

    الاستياك مطهر للفم مرضاة للرب . فمن أكرم القرآن بتطييب فمه فقد عظم شعائر الله تعال . لذلك فإن الوضوء لتلاوة القرآن مستحب من باب أولى.

    هذا وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتلو القرآن على كل حال إلا أن يكون محدثا وذلك دليل على جواز التلاوة على غير وضوء ولكن التلاوة مع الوضوء أفضل.

    ولمس المصحف عن طهارة تعظيم لشعائر الله أيضا وتطبيق حرفي لقوله تعالى : { لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ } (4) وهو المشهور عن جمهور العلماء أنه لا يجوز مس المصحف بغير وضوء.

    سئل سعيد بن المسيب (5) رضي الله عنه عن حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فاستوى جالسا وقال أكره أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متكئ . وكلام الله تعالى أولى بالتعظيم من حديث رسوله ويستحب استقبال القبلة وإطراق الرأس وعدم التربع أو الاتكاء أو الجلوس على هيئة من هيئات التكبر . وكان الإمام مالك بن أنس (6) رضي الله عنه يتطيب ويلبس فاخر ثيابه عند تحديثه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بتلاوة كلام الله تعالى.

    وأفضل القراءة هي في الصلاة قائما مع الترتيل والبكاء في جوف الليل خاليا فإن قرأ جالسا أو مضطجعا جاز ذلك وله فضل في ذلك أيضا ولكن أقل من الأول . قال الله تعالى : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } (7) وقد أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاوة سورة وآيات وهو مضطجع قبل نومه.

    كما أن تطهير الفم بالسواك مستحب وفق هذا الحديث فإن ترك تناول ما يعطي رائحة خبيثة للفم أمر مستحب أيضا فينبغي عدم تناول الفوم والبصل قبل تلاوة القرآن . والتدخين من الخبائث التي تعطي رائحة كريهة لفم المدخن فالإقلاع عنه مرضاة للرب مطهرة للفم وهو من هوى النفس الذي قال الله تعالى عنه : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}(Cool.

    والحديث الشريف هذا يدل على ضرورة الاعتناء بالظاهر وفي الوقت نفسه الاهتمام بالباطن . فما أنزل الله تعالى القرآن إلا ليعمل به لكن مقدمة العمل هي التلاوة والتدبر ومن تلى وتدبر وعظم التلاوة فقد عمل بالقرآن نفسه أول ما تلى بل وقبل التلاوة وهكذا فإن الشريعة عموما تطالب بتحسين الظاهر والباطن على حد سواء ولا صحة لمن يدعي اهتمامها بجانب واحد هو سلامة الباطن متذرعا بحديث " إنما الأعمال بالنيات " (9) فرغم صدق ذلك وان الحديث يعتبر أصلا عظيما من أصول الشريعة إلا أن الحديث لا بعطي حتى ولو إشارة إلى ترك الاعتناء بالظاهر وتركيز الاهتمام كله على الباطن . ولو كان الإسلام يعتني بتطهير الباطن فقط لما اشترط للصلاة قياما أو قعودا ولا ركوعا أو سجودا بل اكتفى بدعاء القلب فقط . وإن خير الأعمال ما اقترن فيه صدق الباطن بسلامة الظاهر.

    وإذا كان الفم هو طريق القرآن ومن السنة تطييبه بالسواك إكراما للقرآن ، أليس من الأولى إكرام القرآن بتطييب الفم بتجنيبه فحش الكلام وقول الزور والكذب والغيبة والنميمة والبهتان والهمز واللمز والاستهزاء وقهقهة الضحك والتدخل فيما لا يعني " وهل يكب الناس في النار على مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم"(10).

    وقال أبو الليث السمرقندي : لا بأس أن يقرأ الجنب والحائض أقل من آية واحدة كما أنه لا بأس أن تقرأ الآية التي فيها دعاء بنية الدعاء.

    ويروى عن الإمام الشافعي (11) في قوله القديم أنه كان يجيز للحائض أن تقرأ القرآن خشية النسيان .

    41- نعتت أم سلمة (12) رضي الله عنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.

    أخرجه أبو داؤد والنسائي والترمذي وقال حسن صحيح

    القراءة المفسرة حرفا حرفا هي إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وهي أساس قواعد التجويد . روى البيهقي من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : " من قرأ القرآن فأعرب في قراءته كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأه بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات".

    وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : لئن أقرأ البقرة وآل عمران وأرتلهما وأتدبرهما أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة . وسُئل مجاهد (13) عن رجلين دخلا في الصلاة فكان قيامهما واحدا إلا أن أحدهما قرأ البقرة فقط والآخر قرأ القرآن كله فقال هما في الأجر سواء.

    42- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سُئِل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم.

    رواه البخاري وأبو داؤد

    ينبغي للمسلم أن يتعلم قواعد التجويد ويطبقها في قراءته للقرآن بل وفي لفظه للغة العربية وما قواعد التجويد سوى أسلوب للفظ الكلام العربي بصيغته المتقنة الصحيحة بإخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وإعطاء الكلام جمال الصوت الممكن بما يضفي على التلاوة خشوعا وبهاء وتأثيرا لدى السامع وتعظيما لكلام الله تعالى.

    وحسن التلاوة والترتيل تؤكد الاهتمام بظاهر التلاوة إضافة إلى بواطنها من تطبيق للأحكام وإيمان بالقلب فالله هو الظاهر وهو الباطن ويريد أن يتخلق العبد بأخلاق الله فينظف ظاهره وباطنه ويعتني بجمال تلاوته للقرآن وفي الوقت نفسه يحسن تطبيق الأحكام.

    43- عن عائشة رضي الله عنها قالت أبطأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بعد العشاء ثم جئت فقال : " أين كنت ؟ " قلت كنت أسمع قراءة رجل من أصحابك لم أسمع مثل قراءته وصوته من أحد قالت فقام فقمت معه حتى أستمع له ثم التفت إلي فقال:

    " هذا سالم مولى أبي حذيفة الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا".

    رواه ابن ماجد باسناد جيد

    سالم رضي الله عنه كان عبدا لأبي حذيفة فأعتقه فما عرف إلا بسالم مولى أبي حذيفة . كان حسن الصوت ومن كبار علماء الصحابة وأتقيائهم ضوان الله تعالى عليهم . قال عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما أراد أن يعهد بالخلافة من بعده لستة الشورى : لو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لوليته الخلافة من بعدي . وهكذا يرفع الله الموالي من العبيد بفضل كتابه إلى درجة الترشيح للخلافة . وممن ؟ من عمر بن الخطاب لولا أنه قد توفي قبله . وهكذا { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } (14) وكفى بتزكية رسول الله صلى الله عليه وسلم له إذ قال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثل هذا وما كان ذلك إلا بفهمه القرآن وحبه للقرآن وتلاوته للقرآن وعلمه بالقرآن.

    وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع تلاوة أبي موسى الأشعري ويصفه بأنه أوتي مزمارا من مزامير آل داؤد لحسن صوته وحلاوته وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسى رضي الله عنه ذكرنا ربنا فيقرأ عنده حتى يكاد وقت الصلاة أن يتوسط فيقال يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة فيقول أو لسنا في صلاة ؟ إشارة إلى قوله تعالى { وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }(15).

    44- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    " ليس منا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن".

    أخرجه البخاري

    يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه : التغني بالقرآن هو أن يتحزن ويترنم به . وسئل ابن أبي مُليكة (16) قيل له أرأيت إن لم يكن الرجل حسن الصوت فقال : يُحسنه ما استطاع وقد ورد في الصحيحين عن جبير بن مطعم (17) رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه فلما سمعته قرأ { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } (18) كاد قلبي يطير وكان جبير لما سمع هذا بَعْدُ مشركا على دين قومه وإنما كان قدم في فداء الأسارى بعد بدر . وقد سمع المؤلف أحد النصارى يقول : إن جلدي ليقشعر حين أسمع { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } وأشعر بأن ذلك هو أبلغ مناجاة لله.

    إن من آداب تلاوة القرآن البدء بالاستعاذة لقوله تعالى : { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (19) . وقد اختلف العلماء هل الإسرار بالقرآن أفضل أم الجهر فالإسرار أبعد عن الرياء والتصنع وعدم التشويش على الآخرين حيث ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما على أصحابه وهم يصلون في المسجد فقال : " يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة " أما الجهر بالقراءة فإنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف إليه سمعه ويطرد النوم ويؤثر في غيره أو يوقظهم للتهجد فإن كانت النية خالصة في ذلك كان الجهر أفضل.

    45- عن فضالة بن عبيد (20) رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    " الله أشد أُذُنَا إلى قارئ القرآن من صاحب القَينَةِ إلى قَينَتِهِ".

    رواه ابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه

    من أقبل على الله أقبل الله عليه ومن تقرب إلى الله شبرا تقرب الله منه ذراعا ومن أتى إلى الله مشيا أتاه الله هرولة ومن قرأ كتاب الله ورتله وحسن صوته فيه خشوعا لله وإقبالا عليه وتقربا إليه فالله ينصت له ويسمع ويباهي به ملائكته . إن العبد بتقربه إلى الله تعالى لا يُقَدم نفعا لله تعالى وإنما يقدم عملا صالحا لا بد وأن يكون ثوابه تقرب الله منه وإنصاته لدعائه ورفع درجاته في الدنيا والآخرة . والله لا يشغله إصغائه لعبد عن عبيده ولا فرحه بتوية عبد عن غضبه على عصيان الآخر . فالعبد إذا قرأ كتاب الله أصغى الله لتلاوته ولله المثل الأعلى فالله أشد إصغاء لعبده من صاحب الآلة الموسيقية إلى آلته وهل إصغاء الله لقارئ القرآن سوى رفع الدرجات وتكثير للحسنات وتكفير للسيئات وإجابة للدعوات وبركة من الله وهداية إلى الصراط المستقيم.

    46- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    " إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكِتابَينِ وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يُرجِعونَ بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم".

    أخرجه الطبراني والبيهقي

    نُقل عن الإمام مالك تحريم القراءة بالألحان وحكى الماوردي عن الإمام الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرمت.

    أما الأمر هنا بالتلاوة بالألحان فإن ذلك ضمن قواعد اللغة العربية وما توارثه العرب . والنهي عن الألحان المبتدعة سواء ما اقتبس من اليهود والنصارى أو ما تعارف عليه أهل الفسق والمجون من أغان وألحان متميعة فالألحان الغنائية والرهبانية للقرآن كلاهما حرام . ومن اهتم بتجميل الصوت خارج قواعد التجويد وما تعارف عليه العرب المسلمون لا بد له وأن يفقد روح التلاوة من تدبر وخشوع وحلاوة.

    إن مخالفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى قاعدة أصولية ثابته بقوله صلى الله عليه وسلم : " خالفوا اليهود والنصارى " أو " خالفوا اليهود والمجوس أُحفُوا الشوارب وَأوْفِرُوا اللِّحى " (21) وكذلك بنهى الله تعالى المسلمين عن توليهم : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }(22).

    يحوي هذا الحديث إشارة إلى النهي حتى عن أن يعجبنا شأن المبتدعين والمخالفين لأوامر الله أو الذين يتغنون بالقرآن خارج حدود التلاوة الشرعية المحددة بقواعد التجويد والترتيل فالرسول صلى الله عليه وسلم حدد الإيمان بأن يكون الهوى تبعا للشريعة بقوله : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " وهو بذلك يدعوا المسلمين لتحويل أهوائهم لكي تكون تبعا لما أنزل الله من كتاب وسنة ومن لا يكون هواه تبعا لذلك فإيمانه ناقص فلذلك من أعجبته تلاوة من يتلوا غناء أو رهبانية فإن قلبه مفتون ويُخشى أن يكون من الضالين وهكذا فإن الإسلام لا يكتفي بالأمر بالعمل بل بعمل على صقل الأهواء والرغبات لكي تكون موافقة لما يحبه الله ويرضاه.

    47- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

    " أقرأني جبريل على حرف فراجعته ثم لم أزل أستزيده فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف".

    رواه الشيخان

    أُنزل القرآن الكريم بلغة العرب وبين قبائل العرب يوم نزل القرآن اختلاف في بعض الألفاظ أو في معانيها . لذلك وتوسعة على الأمة أُنزل القرآن بلغات قبائل العرب على سبعة أحرف ويقصد بالحرف - قراءة - أي على سبعة قراءات ومنها اشتقت القراءات السبعة والحكمة في ذلك التيسير . قال تعالى : { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } (23) فالقراءات السبعة ثابتة بالقرآن والسنة وتجوز القراءة بأي منها وقد قام سلف الأمة من علماء القراءات بتحديد القراءات المتواترة التي أخذتها الأمة جيلا بعد جيل ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى الكتب المعتمدة في القراءات وهذا العلم من علوم القرآن الجليلة.

    48- عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

    " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه له أجران".

    رواه الأربعة

    السفرة هم الملائكة الذين يتلون القرآن في عالم الملكوت وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال الله تعالى : { فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ * مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (24)فمن سهل عليه القرآن تلاوة وحفظا وترتيلا فهو مع هؤلاء الملائكة الذين آتاهم الله القرآن فهم ماهرون به وهو سهل عليهم . أما من يقرأ القرآن ويجد صعوبة في ذلك كأن يكون سيء الحفظ أو أميا تصعب عليه القراءة أو غير عربي لا يحسن النطق الصحيح أو تصعب عليه قراءة الحروف العربية ، كل هؤلاء لهم أجران أجر التلاوة الصحيحة السليمة الميسرة وأجر الصعوبة التي يتكبدونها والأجر هنا على قدر المشقة.

    ورفع الإمام الأوزاعي (25) رضي الله عنه حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قرأ فَحَرَّفَ أو أخطأ كتبه المَلَكُ كما نَزَلَ".

    وهنا معنى حَرَّفَ أي نسي فحرف بعض التلاوة ودليل ذلك قوله تعالى : { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } (26) . أما إذا كان مقصرا في عدم تكرار التلاوة دون عذر فليس ممن يقرأ القرآن وهو يشتد عليه ولا يشمل بهذا الحديث بل بالأحاديث السالفة ( 22 و 23 و24).

    وهنا التفاتة ينبغي الوقوف عندها وهي أن عدل الله اقتضى المساواة بين الناس من عرب وغير عرب . وحيث أن القرآن نزل بلسان العرب فإن تلاوة العرب للقرآن أيسر وفهمهم للقرآن أقرب والاستفادة منه أسهل لذلك فإن عدالة الله اقتضت أن يعطى غير العربي امتيازا بأن خطأه في اللفظ مغفور وتكبده مشاق التلاوة والتعلم والحفظ الاضافية ، كل ذلك مجازى عليه بأجر إضافي { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}(27).

    ومن جهة أخرى فإن من سهلت عليه التلاوة قتلك نعمة أنعمها الله تعالى عليه ينبغي عليه شكرها ومن كان فهم القرآن عليه سهلا ميسورا ترتبت على ذلك نعمة يجب عليه شكرها أيضا وليس أبلغ من شكر هذه النعمة من العمل بما فهَّمه الله تعالى وازدياد خشية الله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاؤُا}(28).

    49- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال ، رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    " إقرأ علي " قلت أقرأ عليك وعليك نزل ؟ قال : " إني أشتهي أن أسمعه من غيري".

    قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا ْْْْ } (29) قال لي " كف " أو " أمسك " فإذا عيناه تذرفان.

    متفق عليه

    يستدل من هذا الحديث استحباب سماع القرآن من الغير بشرط الإنصات والتدبر قال الله تعالى : وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } (30) وقال : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }(31).

    والبكاء لقراءة القرآن سنة وهو نتيجة لتدبر القرآن وخشية الله . قال تعالى : { كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } (32) وفي الحديث الشريف : " عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله"(33).

    قال أبو سعيد الخراز (34) : إذا كان العبد مجموعا على الله تعالى لا ينصرف منه جارحة إلى غير الله عز وجل فعندها تقع له حقائق الفهم عند تلاوة كتاب الله عز وجل ( الذي ليس مع الخلق ) . أي أن العبد إذا ركز فكره وجميع حواسه في فهم كلام الله تعالى أعطاه الله فهما أصيلا لكلامه خاصا به دون غيره من الناس.

    50- عن سعد بن أبي وقاص (35) رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    " أتلُوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا".

    أخرجه ابن ماجه بإسناد جيد

    قال صالح المرسي قرأت القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي يا صالح هذه القراءة فأين البكاء ؟ وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا قرأتم سجدة سبحان (36) فلا تستعجلوا بالسجود فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه.

    وعن الحسن البصري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يمر بالآية من ورده فتخنقه فيبقى في البيت أياما يعاد يحسبونه مريضا.

    وكان أبو الدرداء إذا سمع المتهجدين بالقرآن يقول بأبي النواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة وتندى قلوبهم بذكر الله أو لذكر الله عز وجل ، يعني أفديهم بأبي وأطلق على من يتهجد بالقرآن ليلا اسم النواحين على أنفسهم لغلبة البكاء عليهم عند قراءة القرآن في صلاتهم.

    والتباكي هو التحزن عند التلاوة والخشوع وتركيز الفكر واستجلاب خشية الله تعظيما لكتابه وكلامه وهذا إذا لم يكن هناك بكاء طبيعي للقارئ دون تكلف منه ويفسر هذا الحديث في التباكي الحديث التالي.

    51- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحسن قراءة ؟ فال:

    " من إذا سَمِعتَهُ يقرأ رُؤيتَ أنه يخشى الله عز وجل".

    رواه البزار

    كان عكرمة بن أبي جهل (37) رضي الله عنه إذا نشر المصحف غشي عليه وهو يقول هو كلام ربي هو كلام ربي هو كلام ربي . وقال عثمان وحذيفة رضي الله عنهما لو طُهرت القلوب لم تشبع من قراءة القرآن . وقيل ليوسف بن اسباط (38) إذا قرأت القرآن بماذا تدعوا ؟ قال بماذا أدعوا ؟ أستغفر الله عز وجل من تقصيري سبعين مرة فإذا رأى العبد نفسه بصورة التقصير في القراءة كانت رؤيته تلك سبب قربه من الله عز وجل . وقال ثابت البناني (39) : كابدت القرآن عشرين سنة وتنعمت به عشرين سنة.

    يقول الإمام الغزالي (40) رضي الله عنه في أحياء علوم الدين : درجات القراءة ثلاث أدناها أن يُقَدِّر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفا بين يديه وهو ناظر إليه ومستمع منه فيكون حاله عند هذا التقدير السؤال والتملق والتضرع والابتهال ، الثانية أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه ويخاطبه بألطافه ويناجيه بانعامه وإحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والإصغاء والفهم ، الثالثة أن يرى في الكلام المتكلم وفي الكلمات الصفات فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الأنعام به من حيث أنه منعم عليه بل يكون مقصورا على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره وهذه درجة المقربين وما قبله درجة أصحاب اليمين وما خرج عن ذلك درجة الغافلين.

    وعن الدرجة العليا أخبر الإمام جعفر بن محمد الصادق (41) رضي الله عنه قال والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه ولكنهم لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالٍ لحقته في الصلاة حتى خر مغشيا عليه فلما سُرِّي عنه قيل له في ذلك فقال . ما زلت أردد الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:59 am